وداعاً والدى

قصة حقيقية

دوامة بتدخل فيها فجأة لو والدك أو ولدتك جالهم فشل كلوى مشكلة الفشل الكلوى انه فى الغالب بيجى من غير مقدمات وملوش علاج غير غسيل الكلى الدوامة بدأت فى 2015 لما والدى تعب ووديته على مستشفى القصر العينى وعرفنا ان كليته تعبانة قعدوة فى المستشفى 7 ايام و دفعنا 9 الاف جنية وقالولنا هو بقا تمام ومش محتاج يغسل كلى وخرجوة بعديها بيومين والدى تعب اكتر ووديته لدكتور تانى فى مستشفى التأمين الصحى قالى يبنى أبوك لازم يروح يغسل كلى حالا وطلع الدكتور بتاع مستشفى التأمين الصحى اللى ببلاش و الناس كلها بتسب وتلعن فيهم أرحم بكتيير من الحيوان اللى دفعنا 9 الاف جنية فى القصر العينى وكتبله خروج على أن حالته مستقره .

جالسة الغسيل الكلوى ب 250 جنية 

أحنا أسرة ميسورة الحال ولكن فوجئنا ان أقل مركز جلسة الغسيل فيه ب 250 جنية 3 جلسات فى الأسبوع غير كمان المشوار رايح راجع ولازم حد يقعد يستناه 4 ساعات يعنى فى حد لازم حياته تقف ويسيب شغله أو يظبط ان معاد الجلسة تبقى بعد الشغل مش دهالمهم المهم أن بقا مطلوب اننا ندفع 3000 جنية كل شهر جلسات غسيل لحد ما عرفنا ان محدش بيغسل فى مصر كلى على حسابه يأما قرار على نفقة الدولة يأما تأمين صحى.

أزمه قلبيه

وتتوالى الاحداث بدون الاطاله عليكم ووالدى بعد سنة من الغسيل على أجهزة غسيل تعبانة ومنيلة لأن مفيش أجهزة نضيفة غير فى المستشفيات الحكومية ودى بالوسطى و احنا مكنش عندنا وسطة فكان بيغسل فى مركز خاص على نفقة التأمين الصحى .وفى يوم من الأيام والدى وهو بيغسل قعد يصرخ من صدرة و ان صدرة بيجيله فيه الم شديد جدا اخدته وروحت المستشفى قالولى والدك لازم يعمل أسطرة تشخيصية لأنه عنده زبحة وعمل الأسطرة وطلع انه عنده انسداد فى 5 شرايين فى القلب منهم شريان الرئيسى ولازم يعمل عملية قلب مفتوح فى أسرع وقت ودى كانت بداية القصة .

معهد ناصر وسبوبة الاطباء 

معهد ناصر كان الأختيار الأمثل لحالة والدى علشان لازم والدى يعمل العملية فى مكان يكون فيه غسيل كلى داخل العناية المركزة علشان حالته هتبقا صعبه جدا لن غسيل الكلى أصلا مجهود شاق على القلب ما بالك على واحد لسة عامل قلب مفتوح ولازم يغسل كلى روحت المعهد علشان اخلص الورق ووالدى محجوز فى العناية المركزة فى احدى المستشفيات الخاصة وبعد لف وروح هنا وتعالى بكرة وفوت علينا يا سيد ودوخونى السبع دوخات قالولى بالطريقة شوف الدكتور اللى هيعملك العملية وروحلة العيادة وفعلا روحت للسيد الدكتور العيادة فى المهندسين فى ميدان لبنان ولقيت أن كل اللى جايين بيكشفوا بيجوا عن طريق المعهد ويعملوا عنده أشعه ويبعتهم لمركز تبعه يعملوا تحاليل المهم انهم يدفعوا بتاع 2000 جنية علشان ياخدوا دور سريع ويدخلوا يعملوا العملية وصلت فاتورة المستشفى الخاصة 42 الف جنية ووالدى عدى الشهر فى العناية المركزة ومفيش ولا مستشفى تامين او حكومى فيها مكان فى العناية المركزة غير بالوسطة .

معهد ناصر الطوارئ 

كان الحل الوحيد اللى نصحنى بيه المعارف انى أخرج والدى من العناية و اخده و أروح بيه الطوارئ فى معهد ناصر واحطهم قدام الامر الواقع متخيلين المأساه أن والدك بيموت و انت تاخده وتحارب انت وهو علشان يعمل عملية ضغوط نفسية صعبة لا يتخيلها أحد و اخدت القرار وخرجنا من المستشفى وقفت بالعربية على جمب وطلبت الأسعاف وطلبت منهم انهم يودونا معهد ناصر بتاع الأسعاف قالى معاك وسطة ولا لا لأنهم مش هيرضوا ياخدوة فى الأستقبال غير لو انت معاك وسطة قلتله آه معايا وسطة ولا فى اى بطيخ وروحنا على الأستقبال و الدكترة هناك فهموا علطول اللى انا بحاول اعمله وبدأت قله الأدب وكتبوا لوالدى خروج معانى جايب جواب من المستشفى الخاصة اللى تابعة للقوات المسلحة مختومة بختم النسر أن الحالة محتاجة عملية قلب مفتوح بصورة عاجلة ولكن بما أن مفيش وسطة ملكش حق تتعالج فضلت ادعى ربنا وقعدنا اكتر من 6 ساعات لحد ما جت الوسطة والفرج من عند ربنا دكتور فى قسم الكلى شاب صغير شاف والدى راجل 69 سنة و أستماتى انى ادخله المستشفى بأى شكل طلب عرضه على اسشارى كلى وحجزة فى قسم الكلى لأن تحاليل الكلى عنده عالية فقالى ندخلة يبقا فى قسم الكلى لحد معاد العملية وفعلا عمله دخول بس بعد ما كان عدى 48 ساعة و انا نايم على البلاط تحت الترولى اللى نايم عليه والدى فى الأستقبال فى معهد ناصر ودخلنا المعهد و طلعونا غرفة فى قسم الباطنة فيها 4 سراير والحمد لله تكللت جهودنا بالنجاح أرجوك متستحقرنيش بس معهد ناصر هو اكبر مستشفى بتعمل العملية دى فى مصر واكتر مكان فيه متخصصين و امكانيات و اجهزة فانا كنت بدور على أحسن حاجة 

مأساه حسام

حسام كان فى السرير اللى قدام والدى حسام كان من الشرقية طفل عنده 15 سنة وحيد والدة على عدة بنات عمل حادثة بموتوسيكل
وراح مستشفى لا اذكر اسمها وهم بيدخلوله انبوب التنفس عملوله ثقب فى المرئ فأصبح كل لما ياكل او يشرب الأكل والشرب بينزل على الرئة فممنوع ياكل او يشرب وعايش على المحاليل بقالة 3 شهور أبو حسام ده بطل شايل أبنه وبيلف بيه فى المستشفيات حاله حال أب بيحاول يعمل اى حاجة علشان ابنه يعيش أكتر حاجة كانت بتموتنا أبو حسام و انا لما كنا نيجى ناكل و الواد يقعد يقولنا جعان والنبى يا ابا أدونى اى حاجة اكلها ولا أشربها والنبى يا عم مصطفى أنا جعان كنا بنقفل عليه الستارة وناكل واللقمة بتنزل بمرار الضعف امام المرض لما ابنك يبقا بيتمنى لقمة و انت مش قادر تأكلهاله . حسام ابوه جاب واسطة فى مستشفى الدمرداش ونقله هناك علشان يخلصو يعمله عمليه اسرع وأفتراقنا 

عماد الممرض 

هنا كان بداية تعرفى بعماد الممرض فى الشفت الليلى اللى بيحب شغله جدا وبيعتبره نوع من الفن لما يقفل جرح كويس او يستقبلوا حالة صعبة ويشتغلوا فيها و اعتقد انه لو كان دخل طب كان زمانه ناجح جدا هو بيحب الشفت الليلى وبيعشق شغل قسم الطوارئ أكتر من اى قسم تانى كنا نسهر سوا نعمل شاى او قهوة ونقعد نرغى منا بايت كده كده مع والدى فى المستشفى عماد فى يوم قعد يحكيلى على حالة و ازاى اتعامل معاها وبدأت أشوف واجهة تانية خالص للموقف اللى انا فيه ان فى ناس على الطرف الآر من النهر شايفاك وشايفه الموقف اللى انت فيه بشكل مختلف تمام ودا ينطبق على كل مناحى الحياة الدكتور بيبقا شايفك كمريض انك شغل مش بنى آدم والممرض برده شايفك شغل بيحقق فيه نجاح او فشل بيبقا مبسوط لما يعالجك مش علشان انت خفيت لأ علشان هو نجح فى شغله زى بالظبط النجار اللى بعد ما يخلص الأنتريه ويطلع حلو يبقا فخور بيه فأنت بالنسبة للطبيب زى الانترية بالنسبة للنجار عماد من الشخصيات الجميلة اللى قبلتها لنه كان متفهم أننا مجرد معرفة مرض ومجرد ما هتخرج من المعهد مش هتعرفوا بعض تانى تقبل الواقع ده شئ مش كل الناس بتقدر تعمله واللىخرجت منه فى التجربةدى انك تتعامل مع الدكتور زى ما بتتعامل مع النجار أو اى صنيعى انت عايز منه شغل متعملوش اى أعتبارات أنسانية لأنه هو مش بيعملها ليك أو لأى مريض الموضوع كله اكل عيش

العملية 

والدى صحته اتحسنت جدا فى المعهد لأن الدكاترة الشباب اللى فى قسم الكلى كانوا شاطرين جدا ومهتمين جدا بشغلهم عكس الدكاترة اللى فى قسم جراحة القلب اللى كانوا واخدين المعهد سبوبة ومش فارق معاهم المريض يموت ولا يعيش .
دخل والدى القسم بتاع الرعاية استعدادا للعملية وكان معاه فى الغرفة شخص تانى هيعمل قلب مفتوح برده وكان لازم يبقافى مرافق واحد فى الغرفة فكان الحل ياما أنا و ابن الحالةالتانية نبدل مع بعض أنا عرضت على ابن الراجل التانى انى اخدمهم هما الاتنين لأن حالة والدى صعبة وحركته صعبه ولازم ابقا معاه فالراجل بصراحة طلع محترم ووافق وكنت مستغرب جدا لأن الراجل التانى صحته كويسة وحالته مش حرجة زى حالة والدى وبالرغم من كده دورة جه معان فى ناس تانية حالتها اصعب ولما اتكلمنا شوية عرفت انه هو كمان راح لدكتور عيادته الخاصة ودفع التحاليل و الأشعة و الكشف وعلشان كده دخلوه بسرعة و استيقنت أنها فعلا سبوبة 

النهاية

ودخل والدى عمل العملية وقالولنا العملية نجحت وكتبولنا خروج بالرغم من ان والدى صدرة كان بيتنفخ و دراعة الشمال كله اتنفخ جامد جدا وبعد ما قالولى روح جددلنا الجواب بتاع التامين الصحى قالولى والد خلاص هيخرج فرحت و اخد والدى على شقتى علشان أنا فى دور 2 وهو شقته فى الدور الخامس وكان لازم ينزل ويطلع 3 مرات فى الأسبوع علشان يرح جالسة الغسيل وطلعته البيت واستحمى وعمل حمام وخرج لبس ترنج وقعد على السرير بين أحفاده وسيبته ونزلت ادور على شقة دور ارضى ايجار قريبة من المركز وانا بدور اتصلوا بيا فى البيت الحق بابا تعبان قوى جريت على البيت عقبال ما وصلت لقيت بابا مات ... معدش فى حاجة تانى تتقال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق